وفي العصور الحديثة، ومع الاتّصال الحضاري الذي حدث بين الدول العربيّة ودول الغرب الأوروبي عن طريق الرحلات التبشيريّة ومن بعدها الاستعمار السياسي والاحتلال، انتقلت تلك اللعبة إلى الأوروبيين كإحدى ألعاب الشرق الساحرة والمسلّية، وكانت من أهمّ أسباب انتشار لعبة الطاولة في أوروبا: جمال الصناديق الخشبية التي تصنع منها الطاولة، والّتي تكون مزخرفةً ومطعّمةً بالأصداف الملوّنة أو مصنوعة بالكامل من أخشاب عالية القمة تمّت زخرفتها بشكل رائع، إلى جانب الأقراص التي يتمّ لعب الطاولة بها، والّتي تكون مصنوعة من الخشب المطعّم أيضاً، ويأتي في لونين غالباً ما يكون الأسود هو الأساسي، بالإضافة إلى لون آخر هو الأبيض عادة أو الأحمر.
كيفيّة لعب الطاولة للمبتدئينإنّ الطاولة تكون عبارة عن صندوق خشبي يحتوي على أربع جهات متقابلة، في كلّ جهة سوف تجد ستّ علامات للعدد، ويبدأ العدد من المكان الّذي يلي القطعة التي سوف تقوم بتحريكها. يحصل كلّ لاعب على مجموعة من الأقراص موحّدة اللون، والتي تكون خمسة عشر قرصاً، ويتمّ وضع الأقراص بشكل متقابل؛ بحيث يكون الشخص الّذي يلعب بالأقراص البيضاء واضعاً أقراص لعبه على الجهة المقابلة له، أي الأقرب إلى خصمه، من جهة اليمين، وبعد ذلك يضع الخصم أقراصه أقصى اليسار فتصبح الأقراص متقابلة.
تكون مهمّة كلّ لاعب في هذه اللعبة أن يحرّك الخمسة عشر قرصاً عبر الخانات في الطاولة، وذلك حسب العدد الذي يحصل عليه من رمي الزهر أو النرد حتّى يصل إلى الجهة التي في ناحيته، والتي كان يضع الخصم أقراصه فيها للبداية، مع محاولة منع الخصم من الوصول إلى الجهة المقابلة. يبدأ اللعب عن طريق أخذ نرد لكلّ لاعب ورميه لتحديد من سيبدأ اللعبة، ومن يحصل على الرقم الأعلى يبدأ اللعب. يتمّ رمي النردين من قبل الشخصين، وتحريك القطع بناء على مجموع النقاط التي يحصل عليها اللاعب من النردين. اللعب في البداية يكون بقرص واحد حتّى تصل به إلى جهة الخصم، ثمّ يمكنك تحريك أكثر من قرص بحسب النرد في كلّ مرّة، مع ملاحظة أنّه يمكنك المرور على الخانات التي يحتلّها الخصم، ولكن لا يمكنك الوقوف في نفس الخانة، والفائز هو من يستطيع إدخال جميع القطع إلى الجهة في ناحيته ومن ثمّ إخراجها.
المقالات المتعلقة بكيفية لعب الطاولة للمبتدئين